مئويّة أسفار عبد البهاء
سفر عبد البهاء إلى أوروبا
سفر عبد البهاء من مصر في عام ١٩١١ قاصداً القارة الأوروبية فتح طوراً جديداً في تقدم أمر الله نحو أهدافه العالمية، وعلى رأسها وضع القواعد المكينة التي سيرتفع عليها بنيان الوحدة بين الشرق والغرب لجمع شتات أجناس الكرة الأرضية في أسرة واحدة مستظلة بسدرة البقاء. كان هذا السفر بمثابة نهر من النورالمتدفق من الأرض التي بزغ فيها لينشر إشراقه في آفاق متعطشة بالشوق إلى لقائه.
البقيّةزيارة عبّاس محمود العقاد لحضرة عبد البهاء
كان لعبد البهاء أينما حلّ مجالس يقصدها العلماء والمفكرون، يشدّون إليها الرّحال ليستفيضوا من علمه وحكمته بقدر ما يلتمسون فيها السّلوان والسّكينة، كما أفصح عنها الكاتب الإسلامي المعروف الأمير شكيب أرسلان، وكان من ساكني بيروت حين قال: ”مرارًا قصدتُ عكّا ولا غر لي فيها سوى الاستمتاع بأدبه الغضّ والاغتراف من علمه الجمّ…“*1*.
البقيّة
وصول عبد البهاء إلى أرض الكنانة
مائة عام مضت على زيارة عبد البهاء لمصر في طريقه إلى بلاد الغرب، حيث اضطرّ حضرته بسبب اعتلال صحته للتّوقّف لعدّة شهور في الأسكندريّة قبل استئناف سفره، وتمكّن في أثنائها من إزالة الشّكوك والمفاهيم الخاطئة التي أثيرت حول الدّيانة البهائيّة، وأطلع قياداتها السّياسيّة والفكريّة على حقيقتها على نحو بدّل مواقفها، فأضحت زيارته موضع ترحيب حكومة مصر وقادتها. وإحياءً للذّكرى المئويّة الأولى لهذا الحدث التّاريخيّ نوجز بعضاً من أهميّته وآثاره التي مازالت تُشعّ في آفاق العالم نورها وطاقتها الرّوحانيّة.
البقيّة
مغزى سفر عبد البهاء إلى بلاد الغرب
أيّ محاولة لتقديرأهميّة سفر عبد البهاء يجب أن ترتكز على استخلاصه لمبادئ الدّين البهائي من كلمات بهاء اللّه ونشرها في العالم من خلال أحاديثه العامّة والخاصّة التي خلقت قوّة دافعة لتغيير المفاهيم القديمة البالية بصورة لا راد لها مازال مفعولها سارياً في أوصال العالم حتى نالت الاعتراف بأنّها روح العصر.
البقيّة